عيسى يعظ الناس على الشاطئ

الكاتب: الأخ إيليا

خادم ولاهوتي

يتمحور الإيمان المسيحي حول شخص المسيح، سنجيب في هذا المقال عن من هو عيسى (يسوع) بالنسبة للمسيحيين.

اسم عيسى عند المسيحيين هو يسوع، وقد كان اسم “يسوع” شائعاً بين اليهود تلك الأيام. هذا الاسم كما العديد من الأسماء اليهودية هو اختصار لكلمتين عبرانيتين هما (الرب يُخلِّص) ومعنى اسم يسوع يحدد هدف ولادته:
“فَسَتَلِدُ ابْناً، وَأَنْتَ تُسَمِّيهِ يَسُوعَ، لأَنَّهُ هُوَ الَّذِي يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ.” (مَتَّى 21:1)

يسوع هو المسيح الذي كان اليهود ينتظرونه بحسب الكتب المقدسة، و”المسيح” كلمة من أصول عبرانية تعني الممسوح أو المُعيَّن. كان يتم مسح ملوك وأنبياء لتتميم مهام مختلفة، والمسيح عُيِّن من الله الآب لكي ينقذ الناس ويفديهم.
وُلد يسوع المسيح من عذراء في بيت لحم مدينة داود بحسب نبوءة إلهية على فم النبي ميخا:
“يَا بَيْتَ لَحْمَ أَفْرَاتَةَ، مَعَ أَنَّكِ صَغِيرَةٌ بَيْنَ مُدُنِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَأْتِي لِي مَنْ سَيَكُونُ حَاكِمًا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَأَصْلُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ الْأَزَلِ”. (ميخا 2:5)

دُعي المسيح بالقدّوس (لوقا 35:1) وهو اسم تفرّد به الله (إشعياء 3:6) ويعني المُطلَق القداسة. عاش يسوع المسيح بين الناس وكان يجول في وسطهم يصنع الخير ويشفي أمراضهم كارزاً ببشارة الملكوت بشارة الإنجيل والتي تُلَخَّص بأن الله افتقد شعبه وسيفديهم بواسطة المسيح كي يعطيهم الأمل بحياة الخلود بعد القيامة الأخيرة، وهذا الفداء تم عبر الصلب والقيامة.

لماذا نحتاج لمخلّص؟

من أسماء الله تعالى أنه قدّوس وعادل ورحمن رحيم، وهي أسماء تعبّر عن صفاته وكون الله كامل في صفاته فهذا يعني أن صفة العدل وصفة الرحمة صفتان كاملتان. وبذلك لا يمكن لله أن يمارس صفة العدل بالكامل ويغفر للمذنب دون عقاب لأن العدل لا يكون قد استوفى شروطه، ولا يمكن أن يمارس الرحمة بالكامل ويعاقب المذنب لأن الرحمة لن تكون رحمة في تلك الحالة. وهذا واضح أيضاً في إعلان الله عن نفسه:
“الْمَوْلَى حَلِيمٌ، هُوَ مُحِبٌّ جِدًّا، يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَالْمَعْصِيَةَ، لَكِنَّهُ لَا يَتْرُكُ الْمُذْنِبَ بِلَا عِقَابٍ، بَلْ يُعَاقِبُ الْأَبْنَاءَ عَلَى ذُنُوبِ الْآبَاءِ إِلَى الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ” (العدد 18:14)

فكيف يرحم الله دون أن يعاقب؟ علّم الله شعبه هذا المبدأ من خلال نظام الكهنوت الذي أعطاه في التوارة لموسى النبي، حيث تطلّب غفران الذنوب سفك دماء الأضاحي التي كانت تقدّم من كباش على المذبح كإشارة للموت البديلي، موت الكبش فداء عن الإنسان، وأنه من دون سفك دماء لا تستوفي العدالة شروطها لأن أجرة الذنب هي موت.
لكن دماء الكباش لم تكن الصورة الكاملة لغفران الذنوب، فتلك الدماء كانت عاجزة عن أن تكفّر عن الذنوب بل كانت هي تمهيداً وأساساً لفداء أسمى، وهو الفداء الذي تم بدماء المسيح الطاهرة، هذا الفداء الذي أعلن عنه الأنبياء أولاً قبل مجيء المسيح حيث قال عنه النبي إشعياء:
“لَكِنَّهُ جُرِحَ بِسَبَبِ مَعَاصِينَا، سُحِقَ بِسَبَبِ ذُنُوبِنَا، نَزَلَ عَلَيْهِ التَّأْدِيبُ لِنَحْصُلَ نَحْنُ عَلَى السَّلَامِ، وَبِجُرُوحِهِ شُفِينَا. كُلُّنَا ضَلَلْنَا كَغَنَمٍ، اِنْحَرَفْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَاللهُ وَضَعَ عَلَيْهِ ذَنْبَنَا كُلِّنَا. ضَرَبُوهُ وَأَذَلُّوهُ لَكِنَّهُ لَمْ يَفْتَحْ فَمَهُ. كَانَ كَحَمَلٍ يُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَشَاةٍ صَامِتَةٍ بَيْنَ يَدَيْ مَنْ يَجُزُّهَا، فَلَمْ يَفْتَحْ فَمَهُ. حَكَمُوا عَلَيْهِ ظُلْمًا وَأَخَذُوهُ. وَمَنْ يَصِفُ مَا جَرَى لَهُ؟ فَإِنَّهُمْ قَتَلُوهُ! نَالَ عِقَابَ مَعْصِيَةِ شَعْبِي.” (إشعياء 5:53-8)

وهو الفداء الذي تم بدماء المسيح الطاهرة

ما معنى أن عيسى ابن الله؟

عبارة “ابن الله” لا نقصد بها أن الله اتّخذ له ولداً أو زوجة أو أنه تزوج وأنجب، حاشا له، بل هو مصطلح يُستخدم للإشارة إلى العلاقة الأزلية بين الله الآب وكلمته (عيسى المسيح). ويؤمن المسيحيون أن الكلمة صار بشراً، أي تجلّى في جسد بشري لأن الله هو الوحيد الذي يقدر أن يعيش حياة كاملة على هذه الأرض دون أن يرتكب أي ذنب، والمسيح هو الوحيد الذي عاش حياة بلا خطيئة ولم يكن للشيطان سلطة عليه أبداً، وفي نفس الوقت لا أحد يجب أن يعاقَب سوى الإنسان، لذلك وجب على الإله المتجسِّد بهيئة إنسان (يسوع المسيح) أن يفدي البشر لأنه هو الرب المُخلِّص.

الإيمان بالمسيح يجعلنا صالحين أمام الله، يحررنا من قيود إبليس، ينقذنا من لعنة الموت، ينقّي ضمائرنا، ويعطينا سلاماً مع الله، هذا السلام الذي يسعى كل إنسان للحصول عليه.
“فَإِنَّهُ دَخَلَ إِلَى مَقْدِسِ السَّمَاءِ مَرَّةً وَاحِدَةً، وَأَخَذَ مَعَهُ، لَا دَمَ جِدَاءٍ وَعُجُولٍ، بَلْ دَمَهُ هُوَ، وَبِذَلِكَ حَقَّقَ لَنَا الْفِدَاءَ الْأَبَدِيَّ. وَإِنْ كَانَ دَمُ جِدَاءٍ وَثِيرَانٍ وَرَمَادُ بَقَرَةٍ مَحْرُوقَةٍ، يُرَشُّ عَلَى الْمُنَجَّسِينَ فَيُطَهِّرُ جِسْمَهُمْ وَيُنَقِّيهِمْ، إِذَنْ بِالْأَوْلَى دَمُ الْمَسِيحِ. لِأَنَّ الْمَسِيحَ قَدَّمَ نَفْسَهُ لِلّٰهِ بِالرُّوحِ الْأَزَلِيِّ كَضَحِيَّةٍ بِلَا عَيْبٍ، فَدَمُهُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُطَهِّرَ ضَمَائِرَنَا مِنَ الْأَعْمَالِ الَّتِي تُؤَدِّي إِلَى الْمَوْتِ، لِكَيْ نَعْبُدَ اللهَ الْحَيَّ.” (الرسالة إلى العبرانيين 12:9-14)

1. ماذا تحتاج لكي تطيع ما تعلمته؟

2. كيف يمكنك مشاركة ما تعلمته هنا بطريقة حكيمة مع عائلتك وأصدقائك؟

لمزيد من القراءة

من هو يسوع؟
(annamu-fi-almassih.com)

من هو يسوع المسيح؟
(thegospelcoalition.org)

الأسئلة الشائعة

  1. من هو عيسى؟
    اسم عيسى عند المسيحيين هو يسوع، وقد كان اسم “يسوع” شائعاً بين اليهود تلك الأيام. هذا الاسم كما العديد من الأسماء اليهودية هو اختصار لكلمتين عبرانيتين هما (الرب يُخلِّص).

  2. ما معنى أن عيسى ابن الله؟
    ابن الله لا نقصد بها أن الله اتّخذ له ولداً أو زوجة أو أنه تزوج وأنجب، حاشا لله، بل هو مصطلح يستخدم للإشارة إلى العلاقة الأزلية بين الله الآب والكلمة (عيسى المسيح).

هل تبحثون عن الحقيقة؟

لا تتوقفوا، استمرّوا في الرحلة

✅ الاتصال آمن جدا معنا (مشفر للطرفين)
✅ اضغط هنا للسرية التامة
✅ مؤمنين ثقة
✅ سياسة الخصوصية