Light coming in through the window onto a scroll

الكاتب: الأخ مبارك

خادم ولاهوتي

ما هو العهد القديم وما أهميته للمؤمنين؟ وكيف يمكن فهم دوره في الخطة الإلهية للخلاص؟ في هذا المقال، نستعرض العهد القديم بوصفه حجر الأساس للكتاب المقدس، ونسلط الضوء على تقسيماته، ونستكشف مكانته الفريدة في المسيحية.

كتب ق. أمبروسيوس الذي عاش في القرن الرابع الميلادي: “كل كتاب في العهد القديم هو نافذة يمكننا من خلالها أن نرى نور المسيح قادماً. لا شيء في الكتابات القديمة كان عبثاً، بل كان يسير بنا نحو كمال الخلاص.” وهذا يتوافق تماماً مع كلام الوحي في الإنجيل الذي يقول:

“كُلُّ ٱلْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ ٱللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَٱلتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَٱلتَّأْدِيبِ ٱلَّذِي فِي ٱلْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ ٱللهِ كَامِلًا، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ.” (رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس 16:3-17) AVD

تعريف العهد القديم

يحتوي الكتاب المقدس على قسمين أساسيين هما العهد القديم والعهد الجديد، ويتكوَّن العهد القديم من مجموعة من الأسفار التي كُتبت بالوحي قبل ميلاد السيد المسيح، وعددها (39) سِفراً أو كتاباً، وقد سُمّي هذا القسم بواسطة الوحي نفسه بـ “العهد العتيق” أو العهد القديم كما جاء في (2 كورنثوس 14:3) ويُعرف عند اليهود بـ “التناخ”(Tanakh). كلمة عهد تعني “اتفاق” أو “ميثاق” أو “ارتباط” وتُشير إلى العهد أو الميثاق بين الله والإنسان، حيث كان هذا هو المفهوم المحوري الأساسي بين الله وشعبه لأن الله هو صاحب المبادرة والمحبة بالارتباط بشعبه. وقد كُتبت معظم أسفار العهد القديم باللغة العبرية ما عدا أجزاء قليلة جداً باللغة الآرامية.

محتوى العهد القديم

ينقسم العهد القديم إلى:

أولاً، أسفار موسى الخمسة (التوراة/ أسفار الشريعة) والتي تحوي قصة بدء الخليقة، وهي الكتب التي تُنسب إلى النبي موسى وتُعتبر الأساس لشريعة الله وتاريخ الخلق والشعب. وهي: (التكوين/ الخروج/ اللاويين/ العدد/ التثنية).

ثانياً، الأسفار التاريخية (12 كتاباً) وتسجّل التاريخ القديم لشعب إسرائيل منذ دخولهم أرض كنعان حتى رجوعهم من السبي البابلي. وهي: (سِفر يشوع/ القضاة/ راعوث/ صموئيل الأول/ صموئيل الثاني/ الملوك الأول/ الملوك الثاني/ أخبار الأيام الأول/ أخبار الأيام الثاني/ عزرا/ نحميا/ أستير).

ثالثاً، أسفار الحكمة والشِّعر (5 كُتب) وهي أسفار تتفاعل مع الله بمختلف المشاعر الإنسانية بطريقة شِعرية، وتضم: (سِفر أيوب/ المزامير/ الأمثال/ الجامعة/ نشيد الأنشاد).

رابعاً، أسفار النبوَّة (الأنبياء) وتنقسم إلى قسمين: كُتب يُطلق عليها “الأنبياء الكبار” وتضم 5 كُتب هي: (سِفر النبي إشعياء/ إرميا/ مراثي إرميا/ حزقيال/ دانيال). وكُتب يُطلق عليها “الأنبياء الصغار” وتضم 12 كتاباً وهي: (سِفر النبي هوشع/ يوئيل/ عاموس/ عوبديا/ يونان/ ميخا/ ناحوم/ حبقوق/ صفنيا/ حجي/ زكريا/ ملاخي).

بدون الرجوع للعهد القديم لا يُمكننا فهم مقاصد الله ولا خطته للخلاص.

بدون الرجوع للعهد القديم لا يُمكننا فهم مقاصد الله ولا خطته للخلاص.

كيف جُمعت أسفار العهد القديم؟

تجدر الإشارة إلى أن الكتاب المقدس (العهد القديم موضوع مقالنا) لم يهبط من السماء دفعة واحدة، بل نَما شيئاً فشيئاً، ولم يكن جمع العهد القديم بشكله الحالي من عمل إنسان بل عمل إلهي بحت، ويمكننا أن نعطي عدة أمثلة لذلك:

  1. بعد أن أكمل موسى النبي كتابة كلمات التوراة بوحي كامل وتام من الله، أمر اللاويين (أحد أسباط بني إسرائيل الاثني عشر والذين تم اختيارهم خصيصاً للخدمة الدينية في خيمة الاجتماع والهيكل) بحفظ كلمة الله في أقدس مكان عند اليهود أي بجانب تابوت عهد الرب (التثنية 24:31-26).

  2. بعدها حثَّ موسى الشعب للعمل بجميع كلمات التوراة (التثنية 46:32) وأمرهم بقراءة سِفر الشريعة في حضور الجميع (التثنية 10:31-13).

  3. وكلّما أعطى الله وحياً جديداً كان يُضاف جنباً إلى جنب مع أسفار موسى ويُعترَف به من كل شعب الله. وبهذا الأسلوب أخذ كتاب الله ينمو حتى أمر الله عزرا الكاتب والكاهن في فترة ما بعد السبي البابلي (حوالي القرن الخامس قبل الميلاد) بالعودة إلى أورشليم والعمل على إحياء الشريعة وجمع وترتيب أسفار التوراة.

  4. بعد خراب أورشليم سنة 70م قام اليهود بعقد مجمع جامنيا (سنة 90م) في بلدة جامنيا بالقرب من يافا، وأقرّوا في هذا المجمع التسعة والثلاثين سِفراً التي تتفق جميع الكنائس المسيحية بشأنها، وبكل تأكيد لم يعطِ المجمع القانونية أو الشرعية لهذه الأسفار لأنها تحمل في طياتها ومن نفسها طابع القانونية والقدسية كونها وحي الله وأنفاسه المقدسة المعصومة. فكل ما قام به المجمع هو الإقرار بقانونيتها.

هل المسيحي ملزم بتقديس وقراءة العهد القديم؟

بكل تأكيد، فكلمة الله لها قُدسيّتها وأهميتها سواء كانت في العهد القديم أو الجديد لأنها أنفاس الله، والمسيحي مُطالَب بذلك، ولنا في قول السيد المسيح نموذج على ذلك إذ يقول:

“لَا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْغِيَ الشَّرِيعَةَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأُلْغِيَ، بَلْ لأُكَمِّلَ.” (إنجيل متّى 17:5)

فهي التي من خلالها نعرف الخطة الإلهية للخلاص والتي تحققت بالكامل في يسوع المسيح. وبدونها لا يمكننا فهم قصد الله ومشورته عبر التاريخ.

والآن ماذا بعد؟!

هل لديك استفسار وتريد أن تعرف أكثر عن العهد القديم وأسفاره؟ هل تريد أن تدرس وتفهم الفرق بينه وبين العهد الجديد، نشجعك على التواصل معنا فلا تتردد.

1. ماذا تحتاج لكي تطيع ما تعلمته؟

2. كيف يمكنك مشاركة ما تعلمته هنا بطريقة حكيمة مع عائلتك وأصدقائك؟

الأسئلة الشائعة

  1. ما هو العهد القديم وما أهميته؟
    العهد القديم هو الجزء الأول من الكتاب المقدس، يتكون من 39 سِفراً، وهو إعلان عن علاقة الله مع شعبه، ويحتوي على النبوءات والشريعة. يُعَدّ أساساً لفهم الخطة الإلهية للخلاص.
  2. لماذا سمي العهد القديم بهذا الاسم؟
    سُمّي بالعهد القديم لأنه يمثل الميثاق أو الاتفاق بين الله والإنسان قبل مجيء السيد المسيح، ويُشير إلى الشريعة والعلاقة التي كانت تجمع الله بشعبه.
  3. هل المسيحيون ملزمون بقراءة العهد القديم؟
    نعم، المسيحيون مُلزَمون بقراءة العهد القديم لأنه جزء مقدس ومهم من الكتاب المقدس، ومن خلاله يمكننا فهم الخطة الإلهية للخلاص والتي تحققت في يسوع المسيح.

هل تبحثون عن الحقيقة؟

لا تتوقفوا، استمرّوا في الرحلة

✅ الاتصال آمن جدا معنا (مشفر للطرفين)
✅ اضغط هنا للسرية التامة
✅ مؤمنين ثقة
✅ سياسة الخصوصية